#3 مساحة الموسيقى: الشهوة

"لماذا" هو السؤال الذي يُطرح كثيرًا، ولكن نادرًا ما تتم الإجابة عليه. أريد أن أحاول هنا. يمكن أن يكون السؤال برمته: لماذا يوجد هذا الكتاب؟ الصور والموسيقى – أو الفن بشكل عام – يجب أن تتحدث عن نفسها، أليس كذلك؟ دعونا نتخيل زيارة إلى متحف كبير. يتم تقديم الفن البصري منذ عدة قرون إلينا بوفرة كبيرة، مما يمثل تحديًا كبيرًا حتى لخبراء الفن. لمساعدتنا، يتم تقديم جولات إرشادية لنا - ربما حتى مع التركيز على الموضوع الذي يقلل عمدًا من النطاق المعروض. إذا واكبنا المجموعة كالذبابة على الحائط، فقد نسمع هذا التعليق على تفسيرات الدليل الفني: "لكن هذا مثير للاهتمام!"
وهذه هي النقطة بالضبط. لا أحد لديه مصلحة في إقناعك بجودة العمل مقابل رد فعلك التلقائي. ففي نهاية المطاف، لا يوجد معيار موضوعي لجودة الفن. إذا تمت صياغة مثل هذه المعايير هنا وهناك، فلا ينبغي أن يُنظر إليها إلا على أنها أدوات مساعدة، ويمكن أيضًا أن تكون متناقضة تمامًا.
إن الاستقبال اللفظي أو الأدبي للفن هو محاولة لفتح عقلك على الأشياء التي ربما تظل مخفية عنك إلى الأبد في الحياة اليومية. ربما تمنحك الرؤية الأعمق المزيد من المتعة. وهذا الكتاب يهدف إلى القيام بذلك. أود أن أسهل عليك الوصول إلى الصور والموسيقى من خلال وصف ما يمكنك رؤيته وسماعه بالفعل مرة أخرى. سأصف أيضًا بإيجاز عملية إنشاء كل أغنية على حدة والأفكار التي مرت برأسي قبل العملية الإبداعية وأثناءها وبعدها. الدافع وراء ذلك نشأ من ملاحظة أن الفيضان المتزايد بشكل هائل من المعلومات يلتهم اهتمامنا بالتفاصيل. أرى أن هذا خطر كبير، يجعلنا أكثر عرضة للتلاعب بجميع أنواعه في بحثنا عن المتعة. - صوتيات بالإضافة إلى النص - وقت المشاهدة المقدر بساعتين.